رأي الدين بالعمل
في نظام التسويق الشبكيالأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس
أستاذ العلوم الشرعية بجامعتي الأزهر الإمارات والجامعة الأمريكية المفتوحة
رأي الدين في شركة كولد كويست
في بعض الأحيان يواجه العديد من إخواننا المسوقين الشبكيين صعوبات في إيصال الفهم الصحيح لمفهوم الدين من ناحية التسويق والسمسرة . ونراهم في كثير من الأحيان نجدهم لا يتخذون القرار الصحيح في حسم الموضوع لعدم درايتهم بمفهوم التسويق الشبكي كونه من المواضيع المطروقة حديثا في مجتمعنا العراقي والإسلامي. وقد وجدت العديد من المسوقين يفشلون في إقناع الزبائن بشرعية العمل الذين سيقدمون عليه فيقف ذلك حجر عثرة في طريق تقدمهم في عملهم الجديد هذا . من هنا ارتأيت أن أضع بين يدي زملائي هذه الفتوة الشرعية التي تلقيتها من الأستاذ إدريس أستاذ العلوم الشرعية بجامعة الأزهر بعد أن وجهت إليه نبذة من عمل التسويق الشبكي وبالأخص لشركة كولد كويست. أرجو الإطلاع عليه. وستجدون في نهاية التقرير نبذة عن حياة الأستاذ ومؤلفاته ويمكنكم زيارة موقعه على شبكة إسلام أون لاين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص السؤال :
الأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهرت في الآونة الأخيرة شركات عالمية تتعامل بمبدأ التسويق الشبكي كوسيلة لتسويق منتجاتها عبر منافذ المستهلكين إلى زبائنها . وتقوم بتسخير المستهلكين أنفسهم بالترويج لبضائعها بصفتهم قاموا بتجربتها عن طريق شرائهم لتلك المنتجات كشرط لقيامهم بعملية الترويج والتسويق.
وفي مقابل ذلك تقوم هذه الشركات بدفع نسبة من الأموال المكتسبة من تصريف هذه البضائع إلى الفريق الذي يقوم بعملية الترويج والتسويق تلك. فقد وجد علماء الاقتصاد أن 80% من كلفة المنتج الذي يقوم المستهلك بشراؤه عبر المنافذ التقليدية يذهب إلى سلسلة المسوقين . وأن المصنّع يختص بما يعادل من 20% فقط من هذه الأقيام.وعليه فقد قاموا بابتكار طريقة التسويق الشبكي لضمان إيصال المنتج إلى أكبر عدد من المستهلكين بأقل كلفة وأن الأرباح التي تنجم عن هذه العملية والتي كما قلنا أنها 80% تذهب إلى المسوقين الشبكيين بطريقة اكتساب 3 يمين و 3 شمال أي أن توزيع هؤلاء يكون تحت المروج الأساس الذي سيطلق عليه بعد ذلك بالجذر.
بعد أن يقوم الجذر باكتساب المستهلكين الستة المشار إليهم ( سواء بواسطته أو بواسطة أتباعه ) بطريقة التوازن 3 يمين و3 شمال تقوم الشركة بصرف مبلغا محددا سلفا لهذه العملية . وكلما زاد عدد المكتسبين سواءً من قبل الجذر مباشرة أم من قبل التابعين اللاحقين والذين ارتبطوا بالجذر لاحقا .
ومن هذه الشركات أخص بالذكر شركة كولد كويست التي تعتبر أحدى شركات مجموعة كويست التي تتعامل بتسويق السبائك الذهبية والمدعومة من قبل البنوك العالمية . وأنها تعطي عمولة للمسوقين الذين يستطيعون من اكتساب 6 زبائن بالطريقة المشار إليها وتدفع لهم 250 دولار.علما بأن الفريق يقوم بعرض جميع المواصفات الفنية للمسكوكات الذهبية التي تخلد مناسبات وطنية وقومية . وتقوم بعرض مجموعة من الصور التفصيلية عبر شبكة المعلوماتية في إيصال العرض إلى الزبائن بحيث لا يتم الأقدام على أية عملية شراء ما لم يقتنع الزبون بالقطع التي يعاينها سواء عبر الشبكة أم من عرض بعض القطع الواصلة ال بقية الفريق.
على العموم أعتقد أنني قد استطعت أن أوصل فكرة العمل إليكم. سؤالي هل يجوز لنا نحن كمسلمين التعامل مع هذه الشركات والانخراط في سلسلة المسوقين الشبكيين من أجل ممارسة عمل خلال شبكة المعلوماتية والتي تعتبر فيما بعد الطريقة الأمثل وربما الوحيدة للتعامل مع التجارة في المستقبل القريب كون العالم بتسارع في خطاه نحو هذا النوع من التجارة.
في حال أن الصورة لم تكن قد وضحت لديكم فيمكن الرجوع إلى الموقع الذي تديره الشركة :
www.quest.net وسأكون ممتن لك لإسعافكم طلبي في عرض الإجابة الشافية التي تضعنا عل المحجة البيضاء.
تمنياتي لك بالتوفيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم وسيم الشريف سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد
فإن ما فهمته من سؤالك وأرجو أن أكون مصيبا, أن هذه الشركة التي تريد الدخول في نشاطها تقوم باستقطاب من يسوقون منتجها, وهو قطع العملة التذكارية, لقاء نسبة معينة من عائد بيعها, وذلك عن طريق شبكة الانترنت, والجواب عن ذلك يتلخص فيما يلي :
إن ما تريد القيام به مع هذه الشركة, هو من قبيل أعمال الترويج لمنتجها, وذلك من أعمال السمسرة لقاء أجر هو نسبة يتفق عليها بين الشركة المنتجة ومن يروج لمنتجها, وأعمال السمسرة في الأمور المباحة مشروع وقد أقر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, إذا لم يكن في عمل السمسار تضليل للعميل بذكر أوصاف ليست في السلعة التي يروج لها, وتحقق من العميل الإطلاع على السلعة المباعة بالمعاينة النافية للجهالة, فإن لم تتوافر هذه المعاينة ووصفت له القطع الذهبية بالأوصاف النافية للجهالة عنها, فإن هذا البيع يكون جائزا, إلا أن العميل الذي يشترى هذه القطع من العملة يكون بالخيار عند رؤيته لها, فإما أن يتمم عقد البيع أو يفسخه خاصة إذا وجد عدم مطابقة القطعة الذهبية لما وصفها به السمسار أو من يروج لها, ولكن لبيع القطع الذهبية عن طريق الشبكة العنكبوتية محذور شرعي, وهو أنه لا بد من قبض القطعة وثمنها من النقود في نفس اللحظة, حتى لا يترتب على تأخير قبض أحدهما عن الآخر ربا اليد أو النسيئة, وهو محرم شرعا, فإن تم خصم قيمة هذه القطعة من بطاقة الائتمان الخاصة به عن طريق الموقع, وتم إرسال القطعة إلى العميل في نفس الوقت, أو سلمها إليه من يروج لها فلا ربا في ذلك, هذا جوابي عما فهمته من سؤالك, فإن كان ما فهمته بخلاف الصورة المسئول عنها, فأرجو صياغة المسألة بصورة أخرى دون إسهاب, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.د.عبد الفتاح إدريس
الخميس مايو 06, 2010 12:54 pm
